استعاد البريطاني لويس هاميلتون ثقته المفقودة في نفسه أمس الأحد بإحرازه لقب سباق جائزة أبو ظبي الكبرى ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 في الوقت الذي اكتفى فيه بطل العالم الحالي الألماني سيباستيان فيتيل بمشاهدة العزف على الجيتار من نجم فريق "بيتلز" السابق سير بول مكارتني.
وجاءت مشاركة فيتيل ، سائق فريق ريد بول ، في سباق أمس أقصر من حيث المدة من أغنية للبيتلز مما فتح الباب أمام هاميلتون لإحراز لقبه الثالث بهذا الموسم بعدما أمضى شهورا وهو يشعر بأنه مجرد شخص أخرق أكثر من شعوره بأنه بطل عالم سابق ، وذلك بسبب مواجهته العديد من المشاكل داخل وخارج حلبات التسابق.
وقال سائق فريق ماكلارين البريطاني بابتسامة عريضة بعدما انتهى الطريق الطويل العاصف أخيرا بإحرازه لقبه ال17 بمشواره الرياضي: "أشعر بنشوة شديدة".
وأضاف: "لا أشعر أنني ارتكبت خطأ واحدا طوال السباق وبعد الأمور التي حدثت وكل الضغوط التي واجهتها والشكوك التي أحاطت بي ، فإنني أشعر بالفخر الشديد لنجاحي في تقديم مثل هذا العرض الرائع وإنهائي السباق على القمة".
وتابع السائق البريطاني: "أعتقد حقا أنني تمتعت بذهن صاف تماما هذا الأسبوع حيث كانت الضغوط أخف علي ولم أشغل بالي بالأفكار أو المواضيع أو المشاكل الموجودة لدي. تمكنت من القيادة بذهن صاف وحسب".
وتقدم هاميلتون بقوة في صدارة سباق أمس ومن خلفه الأسباني فيرناندو ألونسو سائق فريق فيراري منطلقا من المركز الخامس ، ولكن سيارة ألونسو لم تتمتع بالسرعة الكافية لكي يشكل تهديدا حقيقيا على هاميلتون.
وحل البريطاني جنسون باتون زميل هاميلتون في ماكلارين في المركز الثالث أمس بعدما عانى من مشاكل مع نظام "كيرس" الموفر للطاقة لمسافة طويلة من السباق.
وكان لهذا الأمر أهمية بالغة بالنسبة لهاميلتون حيث أنه لم يعد بإمكانه اللحاق بزميله باتون في الترتيب العام للسائقين خلال السباق الختامي للموسم بالبرازيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري ، وبالتالي فهو سينهي الموسم خلف زميله بالفريق للمرة الأولى بمشواره في فورمولا -1 .
ولكن هذا كان آخر ما يفكر فيه هاميلتون ، بطل العالم عام 2008 ، أمس. كما رفض السائق البريطاني الانخراط في مناقشات حول إمكانية تحديه لبطل العالم لو لم يكن فيتيل اضطر للانسحاب من السباق في لفته الثانية بعدما كان متصدرا لترتيبه عند الانطلاق.
وقال هاميلتون: "لا أعرف حقا. سأخبركم عن رأيي عندما أعرف. ولكنني أعتقد أن ماكلارين كان سريعا للغاية ولو ظل فيتيل بالسباق لكانت المنافسة بيننا ستكون قوية للغاية. نحتاج للقليل من الحظ السيء بين الحين والآخر لكي نلاحظ الأوقات الجيدة ، وإن كنت لا أتذكر حقا آخر مرة تعرض فيها فيتيل لسوء الحظ".
ويبقى أن فيتيل نجح بالفعل في إكمال 19 سباقا متتاليا بهذا الموسم ، فاز بألقاب 13 سباقا منهم واعتلى منصة التتويج 18 مرة خلالهم. وذلك منذ انسحابه من سباق كوريا بالعام الماضي بسبب مشاكل في محرك سيارته.
ولكن اليوم لم يكن بالغ السوء بالنسبة لفيتيل الذي ضمن احتفاظه بلقب بطولة العالم للعام الثاني على التوالي خلال سباق الجائزة الكبرى الياباني الشهر الماضي. فقد حظي السائق الألماني بيوم مختلف تماما عن أيامه التقليدية بسباقات الجائزة الكبرى.
وكان فيتيل شاهد التجارب الحرة للسباق من خلف السياج عقب إخفاقه في التجربة الحرة لسباق أبو ظبي يوم الجمعة الماضي ، وبالأمس أمضى السائق الألماني باقي السباق يشاهد المضمار من غرفة تحكم فريقه ريد بول.
وقال فيتيل: "لم يكن بيدنا الكثير لنفعله في هذا الموقف ، لذا فعقب انسحابي استغليت الوقت لمعرفة المزيد من المعلومات".
وعبر كريستيان هورنر مدير فريق ريد بول عن انبهاره بحرفية فيتيل واصفا السائق الألماني بأنه مثل "الاسفنجة في قدرته على امتصاص المعلومات".
وقال: "كان مهتما بمعرفة كيفية تشغيل السباق وبتقديم ردود فعله. وهذا الأمر جزء من شخصية فيتيل".
وفي الوقت الذي انشغل فيه ريد بول وشركة "بيريللي" الموردة للإطارات في بطولة فورمولا -1 بمحاولة تحديد سبب الثقب الذي تعرض له إطار سيارة فيتيل ، كان السائق الألماني العاشق لفريق "بيتلز" يحضر حفل لعضو الفريق البريطاني السابق سير بول مكارتني .. حيث اندمج فيتيل في الموسيقى وربما ظل يراقب عن كثب كيفية مداعبة أوتار الجيتار.