نـركـضُ فـي الشوارعِ نـحـمـلُ تـحـتَ إبـطـنـا الـحبـالا
... نـمـــارسَ الـسَـحـلَ بـــلا تـبـصُّـــرٍ .. نـحـطـمُ الـزجـاجَ
والأقـفـالا .. نـمـدحُ كـالـضفـادع .. نشتـمُ كـالـضفـادع
نـجـعـلُ مـن أقـزامـنـا أبـطـالا .. نـجـعـلُ مـن اشـرافـنـا
أنـذالا .. نـرتـجـلً الـبـطـولـةً ارتـجـالا .. نـقـعــدُ فـــــي
الـجـوامـعِ .. تـنـابـلاً .. كُـسـالـى .. نـشـطـرُ الأبـيــاتَ
أو نـؤلّـفُ الأمـثـالا .. ونـشـحـذُ الـنـصـرَ عـلـى عـدوِّنــا
مـن عـنـدهِ تـعـالــى .. لـو أحـدُ يـمـنـحـنـي .. الأمـانْ
لـو كـنتُ أستـطيـعُ أن أقـابـلَ السلـطان .. قـلـتُ لـهُ :
يـا سـيّـدي الـسـلـطـانْ .... كـلابـــــكـَ الـمـفـتـرسـاتُ
مـزّقـــــت ردائـــــي .... ومـخبـــروكـَ دائـمـــاً ورائــــــي
عـيـونـهم ورائي .. أنـوفـهـم ورائي .. أقـدامهـم ورائي
كـالـقــــدرِ الـمـحـتومِ .... كـالـقـضــاءِ .... يستـجـوبون
زوجـتـي .. ويـكـتـبـون عـنـدهـم .. أسمـاءَ أصـدقـائـي
يـا حتضـرةً السـلـطـان .. لأنـني أقـتربـتُ مـن أسواركـ
الـصـمـاء .. لأنـنـي .. حـاولـتُ أن أكـشفَ عـن حـزنـي
وعـن بـلائـي .. ضُـربــتُ بـالـحـذاءِ .. أرغـمـني جُـنـدكـ
أن آكُـــــلَ مــــن حـذائــي .. يـا سـيّـدي .. يـا سـيّـدي
الـسـلـطـان .... لـقـد خـسـرتَ الـحـربَ ..... مـرتـيــــنْ
لأنَّ نـصـفَ شـعـبـنـا .. لـيــس لـهُ لسانْ .. مـا قـيـمـة
الـشـعـب الـذي لـيسَ لــهُ لسانْ؟ لأن نصـفَ شعـبـنـا
مـحـاصــرٌ كـالـنـمـلِ والـجـرذانْ .. فـي داخـلِ الـجـدران
لـو أحـدٌ يـمـنحنـي الأمـان .. مـن عـسكر الـسـلـطـان
قُـلـــــتُ لــــــهُ : لـقـد خـســرتَ الـحـــربَ ... مـرتـيـــنْ
لأنـــــكـَ انـفـصــلــتَ عـــــن قـضـيــــةِ .... الإنـســــــان
[center]